فَلادِيمِير المُتهَم فِي الاوَل مِن تَشرِين الثَانِي

صوت الاقدام في ممر المحكمه يسمعه كل من في القاعه .
ويُفتح الباب لرئيس القضاء البدين ومساعديه
ويقف الناس ومن بينهم مرأة عجوز تتنهد من البكاء وهي مطئطئة الرأس
يرفع الحاجب الصوت : محكمه
ويدوي صدى الكلمه في قاعه المحكمه ذات الجدران الهرئه 

ثم يجلس القاضي ويجلس من بعده اصحاب المصائب ..
وتُفتح الملفات
والصمت في المحكمه يسود سوا تلك التناهيد ..
ينظر القاضي الى مساعديه بعدما نظر للملف الاول
وينادي
القضيه رقم : 7890 المتهم فلاديمير جان لوبون
يزداد صوت المرأة العجوز الباكية وكانما غُرس سهم في فؤادها الهش
يقف فلاديمير المتهم بقضية قتل وسرقة احد اسوأ تجار المخدرات في البلد
فلاديمير يرتجف ويداه تتعرق وهي مسوره بالسلاسل الحديديه
رغم ان يداه صغيرتان كونه في السابعه عشر من عمره الى ان الجنود احكموها على يديه جيداً
كان كل ذلك يحصل
في الاول من تشرين الثاني عام 1991
رائحة خشب المحكمه والعرق والالم في المكان
رئيس القضاه : فلاديمير انت متهم بقتل روبستاغ وسرقة امواله ومجوهراته
فلاديمير : لست انا القاتل ولم اسرق ياسيدي القاضي
تضم خالة فلاديمير بِ يديها والدته بعدما كادت ان تسقط من منظر تشاهده ، فلذة كبدها الصغير مربوط بين المجرمين ويواجه حكم الاعدام
رئيس القضاه : ارجع لنا النقود والمجوهرات وسيخفف عنك الحكم ، نحن نريد مصلحتك يا صغيري فلاديمير
فلاديمير : النقود والمجوهرات اخذها الرائد خونتاف ، هو من قتل تاجر المخدرات روبستاغ رغم إستسلامه ، ولانني شاهد على جريمته وضعني المجرم لها
رئيس القضاه : ولكنك إعترفت في المحظر يا فلاديمير وهذا امر قد تم قبول اعترافه
فلاديمير : اعطني جهاز تعذيب كهربائي وساجعل جميع من في المحكمه يعترف بانهم من قتل روبستاغ وسرق نقوده ومجوهراته ، انظر الى جسدي انظر الى تقاسيم واثار الكهرباء في ظهري وبطني المُسّوَدان بعد التعذيب ، هذا ليس جسد طفل ياسيدي القاضي بل كانما هي لوحة لرسام مجنون رسم فيها السحاب الاسود والبرق والرعد ..
كان جميع من في المحكمه ينظرون للقاضي وهم يعلمون جيداً انه لايجب قتل طفل متهم بقتل افسد رجل في بلدتهم الصغيره والكل يعلم ذلك  وخصوصا ان فلاديمير لم يعترف والجميع يعلم فساد وتواطئ الرائد خونتاف ..
القاضي وهو يتصبب عرقاً : انت إعترفت وهذا ماقبلناه من الاعترافات
اوقف القاضي حديثه على صياح ونياح والدة فلاديمير ونظر الى القضاه المساعدين واصبحوا يتهامسون
ف علم الناس المهتمين بالقضيه وقد نسوا مصائبهم التي هم فيها وجائوا من اجلها ان القرار ستعيد المحكمه مراجعته

فَ صرخ القاضي : قد حكمنا الاتي
في اليوم الاول من تشرين الثاني عام  1991 حكمت المحكمه على المتهم فلاديمير جان لوبون بقتل تاجر المخدرات الفاسد روبستاغ وسرقة امواله ومجوهراته بالإعدام شنقاً بعدما تم تسجيل إعترافه ..
وطرق بالمطرقه في وسط صياح الناس سِوا صوت والدة فلاديمير الذي إختفى لانها سقطت وفارقت الحياه
صرخ الحاجب : محكمه
نظر القاضي الى الحاحب ف همس له :
من حرك اللوحة التي في اسفل المكتب هذا ؟
فقال الحاجب : اتقصد عبارة " القضاء وُضِع من أجل العدالة " ؟
تصبب العرق مرة اخرى من جبين القاضي وقال : نعم يا اخرق
فقام بتعديلها الحاجب وقال للقاضي بنظره تستصغره :

سقطت من طرقتك الاخيره لهذه القضيه يا رئيس القضاه
...

نظر احد المجرمين المكبلين بالسلاسل بجانب فلاديمير وقال له : لا تخف يافلاديمير ف الموت ارحم من العيش هنا ، فلا يوجد اشرف من مهنة القضاء ولايوجد افسد من بعض القضاه ...

                           ┈❁┈
ملاحضة : القصه من خيال الكاتب وإن تشابهة احداث القصه في احدى قضايا البلدان العربيه مثلاً ونحوه ، فَ إن الكاتب غير مسؤول ولايقصد ذلك