لا أعلم ..

الكاتب / مروان بن إبراهيم المحمدي
. المالية الإسلامية 

مقال بعنوان  :
                         { لا أعلم  } 



                                       ┈❁┈
_ من المفيد مقالياً أن تصادف شخص يستصغر و لايثق في أحد المشائخ بسبب ذِكره في إحدى فتاوية المعروضه على التلفاز
 " لا أعلم " ويعتبرها فضيحة له  بينما العاقل من يشد إزار الرأي فيمن ينطق هذه الكلمة لان ذلك يوضح  الجانب في الأمانة العلمية لدى قائلها ولقد كان من أمثال ذلك كثير من الصالحين و أنصار رسولنا المصطفى الكريم في غضون أن البعض من طلاب العلم من مشائخ ودعاة وطلبة يتسابقون على الفتوى الشرعية الان و تستحي نفسه من قول لا أعلم عندما لا يعلم أو قول لست متأكداً من ذلك بعد بأقل التقدير ويفتي بما لايعلم أو برأي إعتقادي منه لهذه المسئلة و لايعلمون جميعاً أن التوقف عند مسئلة من صفات العلماء الصالحين ، .


_ بل و المصيبة أن يعتقد العامة مثلما يعتقد الجويهل الذي لايثق بشيخ أو بشخص يقول لا أعلم ولربما يعتقدون أن الفتوى هي فِتُوَه و إستعلاء كما حلبات المصارعة و مسابقات إستعراض كمال الأجسام وفضيحة له ، و لقد روي عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال : 
أدركت عشرين ومائة من الأنصار أصحاب رسول الله ﷺ يُسئل أحدهم مسئلة فيردها هذا لهذا و هذا إلى هذا حتى ترجع إلى الاول ، 
وعن إبن مسعود و إبن عباس رضي الله عنهما : من أفتى عن كل ما يُسأل فهو مجنون ؛
وعن عطاء إبن السائب التابعي : 
أدركت أقواماً يُسأل أحدهم عن الشيء فيتكلم وهو " يرعد " ، و هذا يوضح خطورة الجرأة في الفتوى ؛
وعن الأثرم : سمعت الإمام أحمد بن حنبل يكثر أن يقول لا ادري ؛
وعن الهيثم بن جميل : شهدت الإمام مالكاً سُإل عن ثمان و أربعين مسألة فقال في إثنين وثلاثين منها لا ادري ، وعن مالك أيضا : أنه ربما كان يسأل عن خمسين مسئلة فلا يجيب في واحدة منها ، وكان يقول من أجاب في مسألة فينبغي قبل الجواب أن يعرض نفسه على الجنه والنار وكيف خلاصه ثم يجيب ، ولقد سئل الإمام مالك كذلك في مسئلة فقال : لا أدري ، فقيل له : هي مسألة خفيفة سهلة فغضب وقال : ليس في العلم شيء خفيف ؛ 
وقال ألإمام أبو حنيفة : لولا الفرق من الله تعالى أن يضيع العلم لما أفتيت ، يكون لهم المهنأ وعلى الوزر . 

_ إن المعضلة التي تكمن في غالب أنفس طلاب العلم الجدد في كافة العلوم هي أنهم يتعلمون ليس لاجل العلم لذاته وحباً وتقرباً لله به و إنما لكي يصبحوا شيوخاً ودعاة وعلماء مثلما تأثروا بغيرهم ،
 و أصحاب هذه العقلية " يتعلم ليصبح عالم " ما إن يحفظ 
" كومة " من الكلمات المسموعة إلا وتجده يرددها على العامة 
و بدون أن يتوسع في العلم وطلبة لان نفسه تسابقه كي يصبح عالم لا " طالب و إن أصبح عالم" ، فتجد دوغماتية مريرة تقطن عقله و تَمَسُك مذهبي ذا غلو شديد ، و عدم وجود الإستدلال الكافي للرأي و التوسع فيه معتمداً على تقنين الاحكام من علماء أقدمين بدون التعليلات الشافية و يضيع في مسائل النوازل ، و هذا ينطبق في كافة العلوم ليس في العلوم الشرعية فقط ، نسأل الله حسن التعامل مع العلم ،.

 إنتهى 


..


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

طوبائية الدوغماتية ، والواقع والافتراض

صورة وتعليق

تأملات و خواطر