التوازن النفسي
□
الشخص المتمكن من قدراته ويكمن الثقه في نفسه وفي كل مابه ومايتعلق به تكون من صفاته التوازن النفسي مع نفسه ومع الموجودات بحيث لايحتاج لامور وهمية يسخر فيها كامل قدراته ليحاول ان يبني بها تعويضا لما يرى انه يفقده وهذا التصرف كثيرا مايكون لا اراديا لدى العقليات المتوترة ومن خلال مراحل التأمل ارى ان هنالك الكثير وللاسف يحاول ان يجد هذا التعويض وهي حالات عدة ومنها مايجعله يتسم بالكذب دائما وابدا في محاولة تموية لمن حولة بجودته في هذه الحياة واهميته ، وحالة الكذب ليست موحدة في كامل الحالات ولكنها للاسف بتلك الافعال التعويضيه هي تسخر من نفس الانسان ذاته ، وما إن حتى تصل الامور معهم الى مراحل نفسية معقدة ،
□
هذه الحالات التي تحاول اثبات شئ في نفسها تتجه لامور عدة وغريبة ومنها محاولة صنع إسم بكل شهادة مزورة وبكل علم ليس حقيقي ومذموم تحاول ان تبني مجد رغم ان المجد الحقيقي والاسم الحقيقي ليس صعب تحقيقه ومجاله مفتوح ولكنها تتجه الى طرق سيئة جدا ، توطن التصغير في تلك الانفس وتعتقدة تعظيم ، في احدى الحوادث التي وقعت في الاردن يخبرني عنها احد المحاضرين ان جاراً لهم في الاردن اقام حفل عشاء عندما حصل على دورة في مقدمة الفلسفه كانت الدورة مجانية ولمدة ساعتان ، ولكن اصبح فَرِحاً مقيما لوليمة لانه لم يكمل الاعدادية وانتهى الامر أن قال عن نفسه مستشار فلسفي وبعد ايام حصل على شهادة تدريب معتمد من دورة تجازوت الاسبوع واصبح يتطفل في كل شأن سياسي واجتماعي بصفته مدرب دورات تسويق !! رغم انه لو سخر هذه الجهود في دراسة جامعية حقيقه او الاطلاع الحقيقي في الكتب لنال الامر من اوسع ابوابه ، إن تعلم البحث والاطلاع فقط لاصبح ذا شأن سياسي واجتماعي خصوصا عندما تكون عقليته مرنه ومثقفه
□
كذلك ' التشدد ' في العادات والتقاليد فهي محاولة ان يصبح ذلك الشخص رجل امام الناس ونفسه إن فكره محصور على ذلك هو من سبل المرجله ومحاولة لمزاولة كل صفه تكمن في العادات والتقاليد 'بتشدد' هي محاولة لاثبات الرجولة وليست في الواقع رجولة ، فلذلك يجد بعض السعوديين الاستغراب عندما يجدون بنغالي او هندي وحتى اوربي يعمل شئ انساني او اخلاقي ، ينهي حديثة بقوله ( عندهم علوم رجاجيل !! ) فهذا اول سبب يبين الاعتقاد المكمون بأن العادات والتقاليد الخاصه به هي المرجله ومن لم يتصف بها فهو ليس برجل وعندما 'يتشدد' بها فهو يحاول يثبت رجولته ،إذ كان ينظر للامر بهذه الطريقة،
وكما هو يرى ان عاداته وتقاليده حصرا للمرجله العالمية فهنالك قبائل في الهند والامازون ومجتمعات متعددة هي كذلك تعتقد ان الرجولة حصرا لعاداتها وتقاليدها ،
انت وقبيلتك وماشابههم تمثلون 1% من العالم وربما اقل بكثير
فهل تعتقد ان 99% من سكان العالم لم تتم لهم رجولتهم لانهم لايتماشون مع عاداتك وتقاليدك ؟
" التشدد في العادات والتقاليد اجتياح نفسي للنفوس الضعيفه الفارغه التي تحاول اثبات نفسها ووجودها ورجولتها هي تحاول لا اكثر ولا اقل"
□
اتذكر ان احد الشعراء المادحون الذين نجدهم في مجالس الشيوخ عندما حاولت مشاكسته
بدأت قولي له انه يصغر في عيني بهذه الافعال ، ان تكون ابياته بنوايا مزيفه غير صادقه، واخبرته ان هذه النوعية من الشعر التي يطرحها لا تمت بالرجولة بصفه ابداً ، رد قائلاً ان ( كل انسان على وجه الارض ليس شاعرا فهو ليس رجلا ) وبالطبع هذه عقلية شخص تافه تربي اجيال للاسف ويحاول ان يثبت نفسه بتمسكه بهذا التخلف ونشر هذه الثقافه المزيفه التي تساعده في رفع اسمه كرجل يحاول ان يجد تعويضا له في ذلك
( لا انبذ الشعراء ابداً المقصود نوعية مزيفه تبحث عن الاموال والتزييف وليس بكلماتها لا ادب ولا حكمه ولا وصف ممتع .. تقع في مجالس الشيوخ والامراء واصحاب المال والجاه
انت تعلم ما اقصد )
□
اسماء مزيفه كثيرة في الاعلام وفيما نسمع ونرى ، واجهت الكثير منهم وهم لايفقهون شئ بل هو يعرف ذلك في نفسه ولكن عقليته تحاول ان يُطفِل نفسه في كل شى ويحاول اثبات نفسه
وهذا من الامور الدارجه والمرئية للكثير من الناس فالاعلاميين امام اعين الناس فلذلك هن يلاحضون كل زاويا بهم ، هنالك من يقف له العقل احتراما على ما يقدم واما البعض لا اعلم لماذا يبرز للاسف ، كمثل حادثة تبول الاعرابي في بئر زمزم لكي يشتهر بين الناس وهذه قصة منقوله عن ابن الجوزي ولم اجد مصدرها ، ونقلتها لمضمونها ولانها توجز لي شرح لتلك الفئة التي احدثك عنها ،
□
الامور عديدة في هذا الامر ، وماينبغي على كل شخص ان يُقيم نفسه بكل حياديه عندما ينظر اليها ، هل انا حقيقي ام مزيف ! ، فهذه حتى وإن ظلت خدعه فلن تدوم وهذه الافعال من اكبر التذليل التي يقدمها الشخص لنفسه ، وما رأيت مجال يقوي الثقه والتوازن مثل الدين الاسلامي ، فمن إتبعه بحذافيرة انتشد المنال ، الرضاء بالنفس وبعيوبها وبالقضاء والقدر من اهم العوامل التي تسبب هذا التوازن النفسي
مروان إبراهيم المحمدي
تعليقات
إرسال تعليق